الدحيح

البوست دا مش نقد لبرنامج #الدحيح ولا للمحترم Ahmed EL-Ghandour في شخصه لكنه نقد للناس إللي بتتابع أي حد و أي شخص و بتعتبره مصدرها للمعرفة و العلم و بتدافع عنه لو حد مس طرفه بنص كلمة و بتنسى إنه مجرد إنسان زيهم بالضبط لكن ربنا أنعم عليه ببعض المهارات و القدرات التقنية و المجموعات إللي تساعده معرفياً و مهنياً علشان ينتج مادة إعلامية بسيطة يوصَّل من خلالها المعرفة و العلوم للعقلية المتحدة باللغة العربية العامة.
آخر ڤيديو للدحيح بعنوان "جراثيم و مسدسات" إتكلم أحمد فيه عن مسألة إمتلاك بعض الأمم لمقومات القوة دون عن غيرها و ضرب أمثلة كثيرة و اتكلم عن الثروات الأساسية اللي يجب على أي دولة إمتلاكها لتنمية إحتياجاتها الأخرى بدايةً من الغذاء عبر الزراعة بعدين الصناعة بعدين السلاح و بعدين لما تكبر الدولة تبدأ تتوسع في قوتها بمحاولة السيطرة أو إمتلاك مقومات قوة أكبر في مناطق أخرى خارج حدودها و هكذا.
أحمد ذكر في الڤيديو أنه إعتمد إعتماد كلي في حلقته على كتاب "أسلحة، و جراثيم، و حديد - Guns, Germs, and Steel" الخاص بالكاتب و عالم البيئة و الجغرافي و المتخصص بعلوم الأحياء و علوم الإنسان الأمريكي "چارد دياموند".
أحمد ضرب مثال بمعركة "كاچاماراكا" إللي انتصرت فيها فرقة صغيرة أسبانية من ١٦٨ جندي بدون ما يموت واحد منهم بقيادة "فرانسيسكو بيزارو" على ٨٠,٠٠٠ الف تعداد "جيش" الإمبراطور "اتاوابا - Atawallpa" إمبراطور حضارة الإنكا بجنوب أمريكا و قال أن الإنجاز الغير مسبوق دا معناه ان الفرقة الصغيرة دي انتصرت على جيش اكبر منها ب٥٠٠ مرة و أسرت الملك لمدة ٨ أشهر و بعد كدا طلبوا فدية ضخمة من الذهب و بعد ما قبضوا الفدية عدموا الملك.
طيب ...
أولاً لو رجعنا لكتاب "چارد دياموند" طبعة "راندوم هاوس - Random House" (أكبر دار نشر كتب للغة الإنجليزية في العالم) للعام ٢٠١٣ صفحة ٧٦ هانلاقيه بيقول بالحرف أن الأشخاص اللي قتلتهم الفرقة الأسبانية كانوا مجرد "أشخاص عاديين حاضرون في وجود الإمبراطور عدد من النبلاء - Atahualpa's personal attendants and nobles" و أنهم كانوا فقط ٨٠٠٠ مش ٨٠,٠٠٠ زي ما ذكر أحمد و أنه تم قتل ٢٠٠٠ فقط و أسر ٥٠٠٠ منهم كان الإمبراطور.
دا كلام المصدر الوحيد إللي ذكره أحمد في الڤيديو. حتى قصة الحجرة المليانة بالذهب اللي طلبها الأسبان كان عرض من الإمبراطور نفسه مش فدية و فعلاً تم إعدامه بعد ما تسلم الأسبان الذهب.
كمان أحمد قال أن الإمبراطور كان لسة خارج من إنتصارات ضد جيوش تانية إلا أنه ماذكرش أنه تسلم عرش البلاد بعد ما انتصر على أخوه إللي كان بيحكم الجنوب و إللي حاول يضم الأراضي الشمالية إللي كانت تحت حكم الإمبراطور بتاعنا بعد ما ابوهم مات و قسم بينهم الإمبراطورية. الإمبراطور بتاعنا بعد انتصر على أخوه و سجنه قتل و ذبح كل إللي كانوا بيحاولوا يقصوه عن الحكم للدرجة إللي كانت هاتوصل للبلاد للحرب الأهلية، طبقاً للروايات التاريخية، و دا برضة يخالف إستشهاد أحمد بالملايين من السكان إللي كانوا بيحيطوا بالإمبراطور و إللي مش من المنطق أنهم يدافعوا عنه بعد إللي عمله فيهم.
القصة فيها تفاصيل كثيرة خاصة بالجيش الإينكي و زوجة الإمبراطور اللي كانت عندها ١٠ سنين فقط و اللي كانت مع الجيش لما زوجها تم أسره و إعدامه و بعد كدا انتقلت للعيش في مدينة أخرى و غيرت إسمها و أصبحت عشيقة القائد الأسباني بيزارو اللي جابتله ولدين، خوان و فرانسيسكو و بعد ما اتقتل بيزارو اتجوزت المترجم بتاعه اللي كتب كتاب عن تاريخ حضارة الإنديز قبل قدوم الأسبان.
المهم ماحدش معصوم من الخطأ و أنا شخصياً مابحثتش في القصة الأولى بتاعت معركة الأسكندرية و دخول بونابرت برغم إني فاكر ان محمد كريم رفض عرض الإنجليز بحمايتهم من الفرنسيين و إللي اشترطوا عليهم أنهم ينزلوا بجيوشهم الشاطيء لكن محمد كريم رفض خوفاً من أن الإنجليز يدخلوا و مايطلعوش.
أتمنى أن أحمد يوصي على فريق الإعداد أنهم يكونوا أكثر دقة لأن الخطأ الصغير بيفقد الناس الثقة في المعلومة الأكبر و لأن بطبيعة الحال إللي يغلط في نقل معلومة، طبيعي أنه يغلط في تبسيط مفاهيم و علوم أكثر تعقيداً.
وصية كمان للمشاهد و القاريء، متاخدش كل حاجة مُصدقة و لو شكيت في معلومة اتأكد منها و اسأل عن مصدرها و إسمع للي يقوللك إنها مش صحيحة لوجود أدلة على دا.
كلنا بنغلطو كلنا بنتعلم و مفيش حد معصوم؛ لا الدحيح ولا الصمِّيم حتى. و أكيد ولا أنا.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.