طبقاً لدراسة حديثة قامت بها الجامعة اليهودية بالقدس و أُجريت على أكثر من ٤٢ الف رج

طبقاً لدراسة حديثة قامت بها الجامعة اليهودية بالقدس و أُجريت على أكثر من ٤٢ الف رجل، فإن أعداد الحيوانات المنوية التي ينتجها الذكور بقارتي أوروبا و أمريكا الشمالية في تناقص مستمر ما بين ٦٠-٥٠٪‏ منذ العام ١٩٧٣ حتى العام ٢٠١١ و ذلك مقارنةً بذويهم من قارات آسيا و أفريقيا و أمريكا الجنوبية التي لم تشهد، طبقاً للدراسة، أي تغير في أعداد الحيوانات المنوية للذكور.
بالرغم من الجدل القائم داخل المجتمع العلمي حول كون أعداد الحيوانات المنوية في تناقص حقاً أم لا و صحة تلك الدراسات و جدوتها، إلا أن تلك الدراسة بشكل خاص تتميز بجودتها الفائقة بإعتراف المتخصصون بنفس المجال. فقد قام القائمون عليها بإستخدام أساليب مختلفة عن ذويهم تداركوا بها الأخطاء السابقة مما جعل نتائجها أكثر إعتماداً عليها في إتخاذ قرارات مستقبلية و جعلها جرس إنذار لما قد يؤول إليه الوضع في المناطق المذكورة.
ما تشير إليه الدراسة أيضاً هو أن ذلك التناقص في القدرة الإنجابية للذكور بقارتي أوروبا و أمريكا الشمالية قد يؤول إلى أن تقل جداً تلك القدرة لديهم في العام ٢٠٦٠ أو أن يصبحوا حقاً غير قادرين على الإنجاب نهائياً. و أشارت الدراسة إلى أن السبب الرئيسي الذي قد يؤدي إلى تلك النتيجة هو التغير البيئي الذي يعاني منه سكان القارتين. و هناك بحوث حالية تشير إلى أن الأجنة من الذكور، بشكل خاص، هي الأكثر عرضة للتعرض للملوثات، وبالتالي فإن التغيرات التي تحدث في وقت مبكر من حياة الجنين يمكن أن يكون لها تأثير كبير جداً على البالغين.
و برغم أنه لم يتم حتى الأن تحديد السبب الرئيسي وراء تلك النتائج بصورة مؤكدة، و لم يتم إنتاج دراسات قوية في ذلك الشأن، إلا أن جميع التوصيات تؤكد على ضرورة تجنب الذكور التعرض للمنتجات المُصنعة من المركبات الكيماوية و تجنب التدخين و محاولة الحفاظ على حياة أكثر صحية حيث أنه هناك علاقة لا شك فيها بين السمنة و إنخفاض القدرة الإنجابية لدى الذكور.
و هنا وجب الإشارة إلى مسألة أخرى خارج مجال الدراسة و لكن لها علاقة بنتائجها و توصياتها. تلك المسألة هي التأثير الإعلامي المُضلل الذي يصيبنا دائماً جراء المواد الإعلامية التي نشاهدها يومياً لنماذج أوروبية و أمريكية لرجال مفتولي العضلات و ممشوقي القوام يقدمون لما و يروجون لشراء منتجات ما على سبيل أنها ستؤدي بنا إلى حياة أكثر صحة و عافية و أن إسلوب الحياة الغربية هو الأسلوب الأمثل للعيش و ما هذا بصحيح. بالتأكيد تلك ليست مقارنة بيننا هنا في تلك البقعة الفقيرة و المريضة من العالم و بين عالمهم، و لكنها مؤشرات تدفعنا إلى الإنتباه أكثر من ذلك فيما يخص حياتنا الصحية و أن نكف عن الإنتباه إلى جميع ما يأتينا منهم و النظر إليه بكونه الخلاص و الشفاء من بؤس و شقاء العيش الذي نعانيه. فإن حضارتهم الإستهلاكية التي أصبحت أكثر إعتماداً على البدائل الصناعية لها نتائج كارثية لا تظهر حقيقتها إلا بعد مرور أعوام كثيرة و عقود عدة يصبح بعدها التصحيح أقرب للمستحيل.
#ضريبة_الرأسمالية
(البوست القديم دا ممكن يكون له علاقة بالمسألة المطروحة هنا : https://www.facebook.com/engwaelmans/posts/10153907835050659 )
الدراسة :https://academic.oup.com/…/Temporal-trends-in-sperm-count-a…

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.