الوجه الأخر لماكرون أثناء إلقاء محاضرته عن أفريقيا - العنصرية

مسيو ماكرون يحاضر بنبرة استعمارية فرنسية عن مشاكل إفريقيا الحضارية والأمهات اللاتي ينجبن 7 و8 أطفال..يا حرام..الأمهات هن من أعاقن تقدم القارة السمراء..مش قرن مثلًا من الاستعمار الفرنسي في مستعمرات اتحاد غرب افريقيا واتحاد افريقيا الاستوائية..مش بوب دينار الجندي الفرنسي المرتزق الذي نفذ بعلم الاستخبارات الفرنسية انقلابات، 4 منها فقط في جزر القمر، وشارك وجنوده في ارتكاب مجازر..جي موري أحد رجال دينار كان يروي في وثائقي عن مجزرة ارتكبوها في إحدي قري إقليم كاتانجا الكونغولي..يتحدث بفخر عن إبادته 80% من سكان القرية بالدهس بالمعدات ثم انتظار صف من الجنود علي أطراف الغابة لإكمال مهمة تصفية المدنيين الفارين.
مش شركة إلف النفطية وما وفرته من غطاء عسكري لسياسة فرنسا -إفريقيا التي هندسها جاك فوكار ودعمت ديكتاتوريي القارة السمراء طيلة نصف قرن من الحرب الباردة طالما أمنوا لباريس إمدادتها من النفط..مش فاليري جيسكار ديستان الذي تكفل بإقامة حفل بملايين الفرنك لتنصيب آكل لحوم البشر بوكاسا إمبراطورًا لإفريقيا الوسطي..مش الشركات متعدية الجنسيات التي تحتكر ثروات القارة من الذهب والماس والمطاط والكاكاو مقابل تأمين خاتم يهديه بلجيكي لحسناء ثلاثينية فرنسية تعبيرًا عن مشاعره الملطخة بدماء أطفال ونساء سيراليون والكونغو..مش الجنود البلجيك الذين سحقوا أول تجربة ديمقراطية في الكونغو وقتلوا لومومبا ومثلوا بجثته وانتزعوا لسانه وأسنانه ومكنوا موبوتو الذي دعمته إدارات ديستان وميتران 30 سنة من نهب الكونغو التي لم يتركها إلا علي شفير حربين أهليتين أودتا بحياة 5,5 مليون إنسان حتي اتفاقي سلام لوساكا وصن سيتي 2002.
فرنسا بريئة من الأزمات الهيكلية في افريقيا جنوب الصحراء..التكامل القومي/التعددية السياسية/ الشرعية السياسية/ الإنجاز الاقتصادي/ العلاقات المدنية-العسكرية..كل تلك الأزمات صناعة السيدة التي أنجبت 7 أطفال، وعكرت صفو معيشة الأوروبي الأبيض عندما شاهد الجامبي والتشادي والارتري والكونغولي يتقاسموا معه المعيشة في غابات كاليه أو مهاجع برلين، فبدأ يضغط علي حكومته لحل المشكلة، وإلا هيزعل وينتخب اليمين المتطرف، فيأتي ماكرون متقمصًا دور رجل الحضارة الأبيض المكلف بنشر المدنية بين الأفارقة الهمج، ويحمل الأفارقة مسئولية تهورهم الإنجابي..ثلة من النخب خريجي مدرسة الإدارة الوطنية تتبدل كل 5 سنوات علي الإليزيه، كلام منمق في المعارك الانتخابية وقبل ما الطريق يبدأ يظهر علي لسان كل منهم وجه فرنسا المنحطة.
فرنسا الكولونيالية انتهت يا مسيو..انتهت مع حرب التحرير الجزائرية، وقبلها المشهد العظيم باستسلام مذل ل 16 ألف جندي فرنسي بعد سحق الجيش الفرنسي أمام محاربي الجنرال جياب في معركة ديان بيان فو التي انتهت بمجزرة بشرية وعسكرية للفرنسيين بمقتل ألفي عسكري، وإسقاط 62 قاذفة بي24 وسي 119..انتهت ولم يتبق إلا قوة اقتصادية من الطراز الثاني في أوروبا تسير في ركاب برلين، يحكمها سياسين برتبة تجار سلاح، ومن حين لآخر يهفها الحنين لماضيها المنحط فتبعت 1000جندي يعبثوا فيما تعتقده باريس ساحتها الخلفية في مالي دون فائدة تذكر..هذا كل ما تبقي من جمهورية خامسة منحطة..خطاب الرجل الأبيض ناشر المدنية أكل عليه الدهر وشرب..ولن يفلح يومًا في منع الأفارقة وقت اشتداد اليأس وانعدام الأمل من عبور المتوسط ولو كلفهم ذلك 5000 ضحية في قاع البحر..قال 7 أطفال قال !

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.