خسارة تريزا ماي المقامرة

تريزا ماي خسرت المقامرة رسميًا..وفقدت الأغلبية البرلمانية..وكوربين رجع من بعيد ودعم موقعه ثانيًا ب 30 مقعد إضافي للعمال..كان مستهدف من وسائل الإعلام في هندامه وخطابه، مع شوية تقليب في الدفاتر القديمة لإثبات دعمه للجيش الجمهوري الإيرلندي..أصدر المانيفستو بعد شهر من دعوة ماي للانتخابات..برنامج انتخابي من 128 صفحة غطي 12 بند بالتفصيل من إصلاح النظام الضريبي وحتي السياسة الخارجية..الساسة مطلوب منهم يقدموا برامج..محدش بينتخبهم عشان قالهم بكره تشوفوا بريطانيا..وإلخ من الهراء الشعبوي اللي بيتكتب له مقالات اغمز بعينك يا كوربين..

البرنامج الطموح عنوانه ‘‘للأغلبية لا للأقلية‘‘ رفع الحد الأدني للأجور 10 جنيه في الساعة عام 2020، إلغاء مصاريف التعليم الجامعي، ضخ 30 مليار جنيه في قطاع الصحة، منهم صندوق ب250 مليون جنيه لصحة الأطفال و10 مليار في قطاع التعليم، 6 مليار في الرعاية الاجتماعية، 4000 بيت لإيواء المشردين، مليار جنيه للثقافة، منهم 160 مليون للمدارس، حتي رفاهية الحيوانات عملها قسم في ص:94 بمنع الاتجار في العاج، ومنع تواجد الحيوانات المفترسة في السيرك..سياسات العدالة الاجتماعية طلعت مطروحة في أوروبا بدل ما جماهير المطبلين بتعاير الناس زورًا بأسعار تذاكر المترو، وطلعت جزء من البرامج السياسية وبتكسب مقاعد إضافية كمان، علي حساب ربط الحزام والتقشف وأجيب منين..
كوربين مش هيوعدك تشوف معاه العجب وبعد سنتين تلاقيك بتشتري بقالة الإسبوع ب 3 أضعاف ثمنها قبل عام..الرجل حدد مصادر تمويله..مش بالشحاتة ولا صندوق تحيا بريطانيا ..6 مليار سترليني من ملاحقة المتهربين ضريبًيا، و6 زيهم من رفع الضرائب علي ال 5% الأعلي دخلًا، و20 مليار من زيادة إضافية 2% علي ضرائب الشركات، وإلخ مما سيوفر للحكومة قرابة 50 مليار جنيه سترليني..البرنامج تعرض بالتأكيد للنقد: هتجيب منين ‘‘شجرة الفلوس‘‘؟، وتعرض للدعم أيضًا من أكثر من 100 أكاديمي من سايروس بينا في جامعة مينسوتا وحتي روبرت روثورن في كامبريدج..للدولة في البرامج الحزبية دور مش بتصدر كل حاجة لتبرعات أهل البر والإحسان، والأغنياء يدفعوا جزء من الثمن، مش بيصيفوا في باريس ويسكنوا في القطامية هايتس وكأنهم دولة داخل شبه الدولة، يقتاتوا من النهب والسرقة وتسقيع الأراضي وشبكات الفساد..
ماي كانت داخلة الانتخابات تعمل من كوربين عبرة..تشبه زعيم العمال السابق مايكل فووت في انتخابات 83 بخسارته 52 مقعد أمام تاتشر..فكرت إن إطلاق المادة 50 من معاهد لشبونة زي معركة الفوكلاند، وصدقت إنها تاتشر بناء علي دلع ترامب My Maggie..شافت أن المحافظين متفوقين ب 21 نقطة في استطلاعات الرأي، دعت لانتخابات مبكرة عشان ترفع مقاعدها وتقوي موقفها التفاوضي في وجه بروكسل..والنتيجة إنها هي اللي بقت عبرة ب 316 مقعد مقارنة ب 331 في 2015..برلمان معلق وآمال مدمرة لمعسكر ال Hard Brexit وحتي لو نجحت في تشكيل حكومة ائتلافية، لا هتعرف تطبق برنامجها المتعسف لتسوية الخروج، وبروكسل هتكون أحرص من السابق علي التنكيل بها معنويًا، والدليل الإرشادي للمفاوضات الصادر عن المفوضية خير دليل..حتي علي صعيد المعارك الرمزية..خسرت كانتربري بعد 99 سنة من سيطرة المحافظين، وبولتون حيث أطلقت حملتها..والأهم أن كوربين نجح في العودة من بعيد، وحقق 261 مقعد مقارنة ب 232 في 2015 ووصل رسالته كاملة، حتي وإن عجز عن تشكيل حكومة أقلية