الهولوكوست لم تكون أول إبادة جماعية في التاريخة

الهولوكوست لم تكن أول إبادة جماعية قام بها الألمان..الأولي كانت من نصيب الأفارقة..شعب مستقر في صحراء نامبيا يُدعي الهيريرو..تفاجأ بقدوم ألوف المستوطنين البيض الألمان سنة 1904..نظرية فريدريش راتسل عن المجال الحيوي وحاجة الألمان للتمدد في المستعمرات من أجل تأمين مساحة عيش جديدة وموارد طبيعية اصطدمت بوجود الهيريرو..رأي الألمان في أنفسهم عرق أعلي لا يقبل تقاسم الموارد مع الأفارقة..اندفع المستعمرون البيض لنهب وقتل واغتصاب الهيريرو، فرد الشعب المُحتل بقتل 100 ألماني..أجبر الجنرال الألماني لوتفاين علي توقيع هدنة مع قائد الهريرو زاكاريوس..
برلين اعتبرت الهدنة إشارة ضعف..استبدلت لوتفاين بالجنرال لوتار فون تروتا..استدعت البعثة التبشيرية الألمانية أحد زعماء الهيريرو ويُدعي صامويل ماهريرو والأخير طمأنهم بأن لا نوايا عدوانية ضد الألمان..أخبرهم بأن القبيلة انتقلت في موعد ترحالها إلي جبال ووتربيرج وهناك ينتظر قادتها التفاوض مع الألمان لمنع تجدد المواجهات..تلقي وعدًا بتهدئة ألمانية مقابلة..لم يحدث أبدًا..أتي فون تروتا بأمر ‘‘إبادة‘‘ من القيصر فيلهلم الثاني..حاصر الهيريرو وقصفهم بمدافعه..من تبقي منهم هرب إلي صحراء أوماهيكي..
تعقبهم الجنود الألمان..جمعوهم في معسكرات اعتقال..كان يتم تجويعهم بصورة منظمة..تفاخر الجنرالات والجنود بصور المحتضرين الأفارقة وأرسلوها لأقربائهم..أما الناجون فقد فُرض عليهم العمل القسري حتي الموت..في معسكر اعتقال سواكويومند فُتح المزاد..الإفريقي لخدمة السيد الألماني الأبيض في المنزل 5 ماركات..وفي العمل 10 ماركات..في الشهر..العسكر الألمان كانوا يؤجرون رؤوس الأفارقة..وللمستأجر حق الشكوي وطلب التعويض إن تلفت بضاعته..شركة الشحن البحري لنز أجرّت 1500 إفريقي توفي منهم 1200 أثناء مد خط للسكك الحديدية..أرسلت إحصائيات بالقتلي وطلبت مقابل مادي لشراء آخرين.
أبيد قرابة 90 ألف من الهيريرو..ثلاث أرباع شعب مسالم...شعب الناما الذي تقاسم الأرض مع الهيريرو لم يسلم بدوره..أرسل فون تروتا لبرلين يُخبرها بأنه شعب لم يعد له قيمة..لا يستحق الحياة..أقيمت معسكرات اعتقال إضافية لمن لم يرفعوا السلاح قط في وجه محتليهم..أبشعها علي الإطلاق ما جري في جزيرة شارك..جُمع ألوف الناما...تسابق الجنود علي قطع رؤوسهم وبيعها للأطباء الألمان من اجل إجراء بحوثهم..أحد هؤلاء الأطباء كان الشهير اللعين أويجن فيشر الذي اشتري 700 رأس حديثة الذبح لتجاربه..نصف شعب الناما جرت إبادته.
أول إبادة ألمانية كانت من نصيب الأفارقة..ولأنهم أفارقة..استغرق الأمر قرن كامل لتعترف برلين..وبينما دفعت لتل أببب تعويضات بقيمة 3 مليارات مارك خلال الفترة من 1953-1965، فإن ألمانيا لم تقيم حياة ضحاياها الأفارقة في 2004 بأكثر من 14 مليون $ مساعدات سنوية، رفضت وندهوك الإهانة الألمانية.. صممت قبيلة الهريروعلي مسار قضائي في نيويورك لإجبار برلين علي دفع 30 مليار يورو.بينما أثمر الرفض الحكومي عن مسار مفاوضات مع برلين لانتزاع تعويضات مناسبة..113عام بعد إبادة 110 ألف إنسان وثمن الإفريقي حتي الآن اعتذار، والأمنيات ألا يمر العام 114 من الذكري قبل أن يدفع الألمان ثمن جرائم أسلافهم إذ ربما تكون مقدمة لمطالبات أخري مستحقة من شعوب القارة بعيدًا عن فتات الإحسان الأبيض من حصيلة قرون من الاستعمار القديم والحديث.
بعيدًا عن التعقيب..وول ستريت جورنال تُعيد نبش ذكري أول إبادة ألمانية في ريبورتاج هايل نُشر أمس

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.