أخطأ إمام الحرم المكي في تصريحاتهُ

تصرحات إمام الحرم المكي غير حقيقية للغاية..مش بس لتدليسه عندما قال أن السعودية وأميركا قطبا التأثير في العالم..العالم كله يعي أن السعودية مجرد تابع ذليل لواشنطن..من أول ما المليونير الأميركي كراين أرسل الخبير الجيولوجي تويتشل إلي السعودية تحت ستار التنقيب عن المياه عام 1932 قبل أن يعود الخبير باكتشافه ترسبات نفطية في الظهران، سال من أجلها لعاب الشركات الأميركية وخصوصًا ستاندارد أوف أويل..مرورًا بلقاء المؤسس بن سعود مع روزفلت علي ظهر الباخرة كوينسي وصفقة الأمن مقابل النفط..ومن ثم تنسيق الجنرال رويس من أجل بناء الجيش السعودي وأيضًا تعزيز الوجود الأميركي في السعودية بإقامة قاعدة عسكرية في الظهران مقابل فتات المساعدات المالية للتعويض عن الإنفاق الجنوني للأمراء وهم يحاولون الخروج من طور البداوة إلي المدنية الغربية، ومن ذلك مد خط سكة حديد بين الدمام والرياض وكذا 1,7مليون $ مساعدات بموجب برنامج ترومان..
والنقطة الفاصلة في أغسطس 1990..لما الملك فهد كان جالسًا في قصره بجدة مذعورًا بعد أن التقي بديك تشيني وبول وولفوتز وروبرت جيتش والجنرال شوارزكوف الذي عرض عليه صور التقطتها الأقمار الصناعية الأميركية تشير إلي تقدم خمس مصفحات عراقية تجاه الحدود السعودية..فدار نقاش بين فهد وعبد الله عن حتمية الاستعانة بالجيش الأميركي لإنقاذ السعودية..وطلب منه ولي العهد عبد الله أن يكونوا حذرين في اتخاذ القرار، فرد فهد بأن الكويتين لم يستعجلوا أيضًا ولم يعد هناك كويت، وبات وطنهم غرف فنادق لندن والقاهرة، وعاد للجنرالات الأميركيين بالكلمة الوحيدة التي يعرفها جيدًا من اللغة الإنجليزية خلال تعامله مع إدارات ريجان وبوش ‘‘ أوكي‘‘..ولحظة الذل الأعظم عندما طلب الأميركيون ثمن قدومهم 15 مليار $ فردت الرياض بأنها ستدفع المبلغ حالما يدفع الكويتيون نصيبهم أولًا..
ثم لحظة الانحطاط الأعظم..السعودية كانت مرتعبة من إمكانية استجابة العراق لقرار مجلس الأمن بالانسحاب من الكويت، لأن مئات ألوف الجنود الأميركيين سينسحبوا بالتبعية من الرياض وينهار الائتلاف..كان الهاجس المسيطر علي الملك فهد أن ينتظر العراقيون الانسحاب الأميركي، ومن ثم يقوموا بمهاجمة الحدود السعودية وعندئد لن يتبق في المملكة شيء..فلجأ بندر بن سلطان السفير السعودي في واشنطن ومهندس الاستدعاء الأميركي من اللحظة التي وقف فيها بين يدي بوش الأب يحدثه بأن مصير بلده متوقف علي قرار واشنطن، لجأ لحيلة شديدة القذارة..بوش الأب كتب رسالة إلي صدام حسين بتاريخ 5 يناير 1991 يحذره فيها من رد بالغ القسوة حال عدم الانسحاب الفوري..وأبلغ بوش بندر بالرسالة التي سينقلها جيمس بيكر إلي طارق عزيز..فعرض بندر ترجمتها للعربية لأنها حينئذ ستبدو بغاية الفظاظة والعدائية، ما سيجعل صدام يرفض قرار الأمم المتحدة بالانسحاب وبالتالي تتحقق للسعودية غايتها بنشوب الحرب وتدمير الولايات المتحدة للآلة العسكرية العراقية، لكن طارق عزيز رفض استلام رسالة بيكر، فخشي بندر بن سلطان أن تخيب خططه..فلجأ لحيلة أشد قذارة..سافر إلي لندن وقابل أندرو نيل مدير تحرير صنداي تايمز وطلب منه تسريب الرسالة في صورة مقال ، وهو عمل يتنافي مع أبسط المعايير الدبلوماسية، لكن بندر كان يعي خطواته..كان يريد إحراج صدام في العلن حتي يتخلي عن أية نوايا الانسحاب وتتاح لواشنطن فرصة تدميره، وهو ما كان.
من يقرأ جزء الرسالة وإصرار السعودية علي تدمير الجيش العراقي بواسطة الأمريكان في ص:293-298 من كتاب وليم سيمبسون الذي يروي سيرة حياة بندر بن سلطان، الذي قدمه نيلسون مانديلا للأسف في مقدمة الكتاب ك ‘‘صانع سلام‘‘، من سيقرأها ربما يندفع للتقيؤ من فرط الذل السعودي للأمريكان طلبًا للحماية، ومن فرط ما سببته التبعية المنحطة لهذه المنطقة من آلام..ثم يأتي الشيخ متحدًثا عن السعودية التابع الذليل كقطب مساو لأميركا..لكن كل هذا لم يزعجني..اللي ضايقني لأقصي مدي أن يبيع شيخ ورجل دين كان يحظي باحترام إسلامي بحكم مكانته الدينية كل كرامته وشرفه وهو يصف أميركا كقوة تسعي للسلام والاستقرار..أمريكا التي قتلت مليون عراقي، أميركا التي ظهرت وزير خارجيتها مادلين أولبرايت في لقاء مع برنامج 60 minutes تجاوب علي سؤال المذيعة عن نصف مليون طفل عراقي قضوا من الحصار، فتجيبها بأن الأمر يستحق..أميركا دي قوة سلام واستقرار..دي أميركا التي تقود العالم رفقة سلمان للسلام والإنسانية...يا شيخ السلطان..يا عديم الشرف..لعنات لا تنقطع علي آل سعود ومشايخهم الوهابيين وأشياعهم أينما حلوا وكانوا !

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.