عالم المعرفة

أكثر من ٩٠٪‏ من الأفراد يستخدمون جوجل حينما ينقبون عن موضوع معين في الشبكة العنكبوتية.
أكدت دراسة أعدتها جامعة "يوهانس جوتنبرج - Johannes Gutenberg University" في مدينة "ماينز - Mainz" الألمانية بعنوان "عولمة البحث عن المعلومات في الويب" أن جوجل تُهيمن على السوق هيمنة تكاد تكون تامة. أشارت الدراسة أن مُعظم الباحثين عن المعلومات يستخدمون محرك البحث "جوجل" غير مكترثين بالمخاطر و بدون حذر يُذكر، و أن أقلية فقط منهم لديهم معرفة بحقيقة الينبوع الذي صدرت عنه الإجابات، و بماهية العوامل التي صاغت هذه الأجوبة.
و يقدم الخبير النمساوي المتخصص في وسائل الإعلام "شتيفان ڤيبر - Stefan Weber" في مؤلفه الموسوم "متلازمة جوجل للطبع و النسخ - Google-Copy-Paste-Syndrome" وصفاً دقيقاً لتزايد هيمنة محرك جوجل على عمليات البحث الدارجة في المدارس و الجامعات و العلوم، و أخيراً و ليس آخراً في الصحافة أيضاً.
ففيما يشير شتيفان إلى أن إستخدام محرك جوجل قد زاد من سرعة عملية البحث بالتأكيد، نراه يؤكد من ناحية أخرى أن إستخدام محرك جوجل قد سبب، في الوقت ذاته، تدهور نوعية النصوص في المنظور العام، خصوصاً حينما تكون خطوة الباحث الأولى هي الإستعانة بمحرك جوجل.
إن البحث المستمر في محرك جوجل عن مفردات معينة، يؤدي إلي قصور في القدرة على القراءة، أعني إلى تراجع القدرة على الإحاطة بمحتوى فقرات مُطوَّلة في النصوص المختلفة.
فعمَّا قريب، لن تعني القراءة الإحاطة بالفكرة الرئيسية التي يشير إليها هذا المؤلف أو ذاك في مقالته أو مؤلفه، من خلال مطالعة مجمل إنتاجه الفكري، بل المرور على النصوص مرور الكرام فقط، و عدم الوقوف طويلاً، و الإكتفاء بمراجعة مفردات رئيسة، مستهدفة بمفردها، و جزئية، شديدة الإختصار.
في عالم يوفر الكتب و النصوص على شبكة الإنترنت بإستمرار، لن يعاني الناس نُدرة في وسائل الطبع أو قيود على النشر. و بالنسبة إلى سلوك القُرَّاء، يمكن أن يعني هذا كله أن الهوس بإستنساخ الشذرات و النبذ المختصرة هو الذي سيحل محل الميل إلى مطالعة مُسهبة.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.